تستخدم قطر دولة الصومال لتكون قاعدة تنطلق منها لزعزعة الاستقرار فى المنطقة العربية ودعم الإرهاب , و تعمل الدوحة على استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة فى الصومال لضخ الأموال تحت ستار مشروعات التنمية.
وفى الوقت التى تكثف فيه الولايات المتحدة ضرباتها ضد الحركة الإرهابية , نفذت نهاية أغسطس الماضى الضربة الـ٢١ , مستهدفة جماعة الشباب , فضلًا عن عودة التمثيل الدبلوماسى الأمريكى إلى الصومال فى ديسمبر الجاري , بعد غياب عقود منذ عام ١٩٩١, وتواصل الدولة القطرية علاقاتها المشبوهة لدعم الإرهاب فى المنطقة العربية والدول القريبة منها ومن هذه الدول كانت دولة الصومال هى الاداة التى يبحث عنها تميم وحكومته للعودة للمشهد السياسى بعد الخيبات المتتالية فى اكثر من دولة عربية , ولذلك قام وزير النقل والاتصالات القطري جاسم بن سيف بالاعلان فى ١٤ ديسمبر الجارى بدء حكومته تدشين ميناء «هوبيو» فى منطقة مدغ وسط الصومال.
وقبل عدة شهور وبالتحديد سبتمبر الماضي تم تداول على وسائل إعلام صومالية وثيقة منسوبة إلى نائب رئيس الاستخبارات الصومالى السابق عبدلله عبدلله , والذى أقيل من منصبه فى سبتمبر , و«فهد ياسين» , كان مراسلًا لقناة «الجزيرة» القطرية فى الصومال قبل ترفيعه على نحو يشير إلى حجم النفوذ القطرى داخل الصومال , ليحتل منصب مدير القصر الرئاسي , أى صاحب النفوذ الأول داخل القصر فى يونيو من العام ٢٠١٧ , وبعد عام و٣ شهور نجح ياسين فى إبعاد عبدلله , والذى كان يواجه العلاقة المشبوهة فى دعم الإرهاب داخل الصومال.
والوثيقة المتداولة تتزامن مع قرار الإبعاد , حيث كلتاهما تعود إلى مطلع سبتمبر الماضي , وهو ما يعكس الحرب التي جرت قبل القرار بين الجبهتين , علمًا بأن عبدلله نجح فى الخروج من الصومال بعدما وصلت معلومات إليه وفق مصادر مطلعة حيث تم التاكد من الرغبة فى التخلص منه من جهة لم يسمها المصدر سواء بسجنه أو حتى قتله إذا استدعى الأمر.
وفى غضون الحرب الباردة داخل الحدود الصومالية كانت كينيا قد تدخلت هى الأخرى بعدما كشفت وسائل إعلام كينية قبل نحو الأسبوع من صدور قرار إقالة عبدلله عبدلله عن تحقيق فى استخدام فهد ياسين بطاقات هوية كينية فى التنقل , والحصول على تأشيرات مختلفة , ورغم أن الجهات المسئولة رفضت الإفصاح عن المزيد خلال الموضوع الذى تداول صحفيًّا فى أغسطس الماضيل , لكن الأمر يعزز المخاوف حول تورط بعض المسئولين فى دعم الإرهاب.
ويشير الباحث فى الحركات الإسلامية سامح عيد إلى الأهمية الاستراتيجية للصومال فى العقلية القطرية إذ الموقع الاستراتيجى للصومال من جهة والعاطفة الإسلامية المتأججة لدى الشعب الصومالي , والتى يسهل تسويقها وتوظيفها , لافتًا إلى نفاذ التيار الإخوانى فى الحكومة الصومالية، فضلًا عن إمكانية تطور ذلك لتصبغ الحكومة بالكامل بالصبغة الإسلامية بما يحقق رغبات قطر.
وأضاف، أن قطر لا يزال لديها القدرة على ضخ عشرات المليارات لدعم مخططاتها فى الصومال تحت شعارات التنمية , خصوصًا فى ظل طبيعة الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلد، لافتًا إلى أنه رغم محاولات بعض الدول احتواء الصومال لحمايتها من المخططات القطرية، فيبدو أنها انحازت لقطر , وذلك فى ظل توغل التيارات الإسلامية فيها ونفاذها فى الحكم.