رئيسة المجلس القومي للمرأة.. استراتيجية تمكين المرأة لمواجهة القيم السلبية التي ترسخ التمييز ضد المرأة
أكدت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة، اهتمام الدولة المصرية بدراسة الأعراف الاجتماعية لمواجهة القيم السلبية غير المواتية للعمل على تمكين المرأة، موضحة أن ذلك ما أكدته الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030.
وأشارت إلى أن الاستراتيجية وضعت على رأس أولوياتها تعزيز ثقافة احترام المرأة، ومواجهة القيم السلبية التي ترسخ التمييز ضدها، وإحداث تغيير إيجابي في الصورة الذهنية السلبية للمرأة.
وقالت الدكتورة مايا مرسي، إن الإعلام يلعب دورًا كبيرًا في توجيه وعي الجمهور ومن ثم في تشكيل الثقافة المجتمعية، مؤكدة أنه من هذا المنطلق يرى المجلس أهمية أن يأخذ صناع الإعلام هذه الدراسات في الاعتبار عند اعداد المحتوى الإعلامي الذي يتم نشره عبر الوسائط المختلفة.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة في مؤتمر إطلاق تقرير «الأعراف الاجتماعية ومشاركة المرأة في قوة العمل في مصر»، الذي تم إصداره في إطار أنشطة مرصد المرأة المصرية بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة والبنك الدولي ومركز بصيرة.
وأكدت أن دعم القيادة السياسية الكبير في مصر لوصول المرأة إلى المواقع القيادية وتمكينها في مختلف المجالات هي فرصة ذهبية ساعدت كثيرا في تغيير فكر وثقافة مجتمع، ويجب الاستفادة منها. وأضافت أن الإستراتيجية تشير إلى وجود فجوة بين التفوق التحصيلي للمرأة المصرية وغيابها عن المشاركة في النشاط الاقتصادي وما يشكله ذلك من هدر للطاقات النسائية.
وأرجعت ذلك إلى منظومة القيم الحاكمة والتي تشكل عائق أمام تمكين المرأة الاقتصادي، موضحة في هذا الصدد أن المجلس سيقوم بتشكيل لجنة فنية لاستكمال دراسة التوصيات المتعلقة بملف العمل الرعائي للمرأة.
وتابعت أن اهتمام المجلس القومي للمرأة بهذا التقرير بهدف الاستفادة من نتائجه لرسم برامج وتدخلات ناجحة تسهم في تمكين المرأة المصرية، مؤكدة علي ضرورة الاستمرار في اعداد مثل هذه الدراسات لتكون مؤشرا لصناع السياسات لارشادهم عند وضع سياسات داعمة لتمكين المرأة، وفي صياغة رسائل تناسب الشرائح الاجتماعية والعمرية المختلفة.
فيما عرض الدكتور ماجد عثمان الرئيس التنفيذي لمركز بصيرة في الجلسة التالية أهم نتائج الدراسة، حيث أوضح وجود تفاوت كبير بين المعتقدات الشخصية للإناث وللذكور فيما يتعلق بعمل المرأة، ففي حين ترى 61% من الإناث أن من حق المرأة أن تعمل، يرى 29% فقط من الذكور ذلك، وفيما يتعلق بقدرة المرأة على الموازنة بين العمل ومسئوليات البيت، ترى 46% من الإناث أن المرأة قادرة على تحقيق هذه الموازنة بينما لم تتعد النسبة بين الذكور 22٪.
كما استعرض مؤشر الأعراف الاجتماعية السائدة مؤكدا أنه مؤشر مركب قام مركز بصيرة ببنائه لرصد التغيرات في معتقدات المصريين الشخصية وتصوراتهم عما يعتقده المجتمع فيما يتعلق بالمشاركة الاقتصادية للمرأة. وأوضح أن قيمة المؤشر بلغت 44.5 نقطة من 100، وهي قيمة متدنية تحتاج إلى مزيد من العمل على تغيير الأعراف الاجتماعية لتمكين المرأة اقتصاديًا.
وأوضح أنه إجمالًا فقد أظهرت الدراسة نتائج يمكن الاستفادة بها في تصميم تدخلات إعلامية وتوعوية (بما في ذلك الرسائل الإعلامية والدراما التليفزيونية والرسائل على الإعلام الاجتماعي). ويشمل ذلك إعادة النظر في بعض الثوابت السائدة، إعادة ترتيب أولويات العمل في المجال التنويري، تصميم تدخلات ورسائل تميز بين الشرائح الاجتماعية، تصميم تدخلات ورسائل موجهة لكل شرائح المجتمع.