تحتضن حقول غاز شرق المتوسط احتياطيات كبيرة جذبت مع بدايات القرن الـ21 أنظار كبرى شركات النفط العالمية، لتتنافس على البحث واستكشاف ذلك الوقود الأحفوري الذي يزداد الاهتمام به عالميًا مع خطط تحول الطاقة.
وفي السنوات الأخيرة شهدت دول منطقة شرق البحر المتوسط -خصوصًا مصر تحركات سريعة للكشف عن الغاز الطبيعي، بقيادة شركات النفط الأوروبية، وعلى رأسها إيني الإيطالية والنفط البريطانية بي بي، لتنجح في تحقيق اكتشافات ضخمة.
حقول غاز شرق المتوسط في مصر
توصلت مصر إلى احتياطيات كبيرة بالجزء التابع لها في البحر الأبيض المتوسط، لتحتضن العديد من حقول الغاز في المنطقة، جاء على رأسها حقل ظهر الضخم. ويُعد حقل ظهر المكتشف عام 2015، من أبرز حقول غاز شرق المتوسط وأكبر حقل مكتشف بالمنطقة مع احتوائه على احتياطيات تصل إلى 30 تريليون قدم مكعبة. ومؤخرًا، تراجع إنتاج حقل ظهر إلى 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، مقابل 2.7 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2019، ليؤثر في إجمالي إنتاج مصر من الغاز وسط سعي البلاد إلى حفر المزيد من الآبار لزيادة إنتاجه.
وتعمل مصر على زيادة إنتاج الحقل، إذ أعلنت الحكومة في أغسطس 2023 خطة تتضمّن حفر 20 بئرًا وإكمالها، بالإضافة إلى 5 آبار إضافية بدءًا من العام الجاري (2024). وفي عام اكتشاف ظُهر نفسه وتحديدًا في يوليو 2015، توصلت إيني الإيطالية إلى حقل غاز نورس ضمن امتياز أبوماضي بالبحر المتوسط قبالة سواحل دلتا النيل، ليصل إنتاجه إلى 1.14 مليار قدم مكعبة يوميًا في عام 2018.
كما يأتي ضمن حقول غاز شرق المتوسط، حقل بلطيم بمنطقة نورس الكبرى التي تحتضن إمكانات كبيرة من الغاز دفعت إيني إلى تنفيذ مشروعات استكشافية عديدة في تلك المنطقة. ومن المتوقع بدء الإنتاج من حقل أفروديت بحلول عام 2026، إذ من المقدر أن يصل المعدل الأولي للإنتاج إلى 800 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا عبر حفر 5 آبار.
وفي عام 2016 عثرت الشركة الإيطالية على حقل غاز بلطيم باحتياطيات تُقدر بنحو 0.7 تريليون قدم مكعبة، لتبدأ الإنتاج منه في سبتمبر/أيلول 2019 بمعدل أولي يبلغ 100 مليون قدم مكعبة يوميًا، ليرتفع بعد ذلك إلى 236 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وتوصلت إيني الإيطالية -كذلك- في عام 2020 إلى حقل جديد بمنطقة نورس الكبرى، ويسمى حقل "بشروش"، ويقع في امتيار شمال حماد، باحتياطيات تصل إلى 250 مليار قدم مكعبة من الغاز، ويبلغ إنتاجه نحو 115 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وقبل ذلك، كانت شركة بي بي البريطانية توصلت في عام 2004 إلى حقل غاز ريفين، ولكن لم يبدأ الإنتاج إلا في عام 2021، ويصل إلى 600 مليون قدم مكعبة يوميًا. وبحسب بيانات بي بي -التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة- يمتلك حقل ريفين الغازي الواقع في غرب دلتا النيل قبالة ساحل البحر المتوسط في مصر القدرة على إنتاج 900 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وفي شمال الإسكندرية بالبحر المتوسط -أيضًا- يقع حقلا ليبرا وتورس بمعدل إنتاج يصل إلى 720 مليون قدم مكعبة يوميًا، وكذلك حقلا جيزة وفيوم بمعدل يصل لـ585 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ومن بين أحدث حقول غاز شرق المتوسط في مصر، يأتي حقل غاز النرجس باحتياطيات تصل إلى 2.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز، الذي توصلت إليه شركة إيجاس المصرية بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية وشيفرون الأميركية. وبصفة عامة، تبلغ احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي نحو 63 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، وفقًا لبيانات أويل آند غاز جورنال.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق