الإمارات عاصمة الإنسانية.. مساعدات لفلسطين وأفغانستان وليبيا والسودان
مساعدات عابرة للحدود تخفف أوجاع المكلومين وتجبر المتضررين من الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، رسخت بها الإمارات مكانتها كعاصمة للإنسانية. تلك المساعدات التي تصل تباعا لفلسطين وأفغانستان وليبيا والسودان، تأتي ضمن مبادرات إنسانية، تعزز موقع دولة الإمارات الرائد على خارطة الدول الأكثر عطاءً حول العالم.
جهود إغاثية تتواصل بشكل متزامن ومنظم ضمن نهج إنساني فريد يستهدف مد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها دولة الإمارات وتضع في أولوياتها «الإنسان أولاً» من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
آخر تلك المساعدات حملة «تراحم من أجل غزة» التي أطلقتها دولة الإمارات لدعم ومساندة قطاع غزة، بمشاركة واسعة من كافة أفراد المجتمع. مبادرة تأتي ضمن جهود دبلوماسية وإنسانية لدعم فلسطين وأهل غزة يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تستهدف وقف الحرب وحماية أرواح المدنيين ودفع الجهود الدولية نحو تحقيق سلام شامل وعادل يفضي إلى حل الدولتين.
تراحم من أجل غزة
وتتواصل المشاركة الفاعلة للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات ضمن حملة «تراحم من أجل غزة» والتي تجسد القيم الراسخة لمجتمع دولة الإمارات وتضامنه الإنساني مع المتضررين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودعمه للجهود الرسمية في هذا الصدد. وضمن أحدث جهود حملة «تراحم من أجل غزة»، جرى يوم الإثنين، تعبئة 7500 حزمة من المساعدات الإنسانية في إكسبو الشارقة.
وشارك مركز الشارقة للعمل التطوعي التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة بالتعاون مع جمعية الشارقة الخيرية، ومؤسسة القلب الكبير؛ وفرع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالشارقة، ووزارة الخارجية، في تنظيم حملة تطوعية ضمن «تراحم من أجل غزة»، استقطب خلالها ما يقارب 4000 متطوع ساهموا في تعبئة المساعدات وترتيب المواد الغذائية البالغ عددها 7 آلاف و500 حزمة من المواد.
يأتي تعبئة 7500 حزمة إغاثية غداة مشاركة 10100 متطوع في إعداد 25000 حزمة إغاثية على مدار يومي الجمعة والسبت من خلال فعاليات نظمت في أبوظبي ودبي والشارقة، وجمعت أكثر من 550 طنا من المواد الإغاثية.
وبالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، أرست دولة الإمارات 120 طنا من المساعدات إلى مدينة العريش في جمهورية مصر العربية، تشمل الاحتياجات الغذائية وتلك الخاصة بالأطفال والأمهات، تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة.
وتأتي تلك المبادرة ضمن جهود الإمارات لدعم أهل غزة، والتي أطلقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والذي أمر في الأيام الأولى للحرب بتقديم مساعدات عاجلة إلى الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار( نحو 74 مليون درهم إماراتي).
وفي دعم إضافي للفلسطينيين، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 50 مليون درهم، عن طريق مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. دعم يتواصل في إطار مواقف الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.
السودان وتشاد.. مساعدات غذائية وطبية
يأتي هذا فيما يواصل الفريق الإنساني الإماراتي الموجود في مدينة أم جرس التشادية، تقديم الدعم الإغاثي للاجئين السودانيين الفارين من الحرب الجارية في بلادهم والمجتمع المحلي، من خلال الزيارات الميدانية للعديد من القرى القريبة من المدينة.
و في هذا الإطار، وزع الفريق، يوم الإثنين، 200 سلة غذائية على عدد من القرى التابعة لمدينة أم جرس، وتتضمن المواد الغذائية الرئيسية التي تشمل الأرز والطحين والسكر والزيوت والحبوب وحليب الأطفال وغيرها من الاحتياجات الضرورية للأسر.
يأتي توزيع تلك المساعدات الغذائية بعد يومين من تقديم الفريق الإنساني الإماراتي أجهزة ومستلزمات طبية ومعدات للعناية المركزة وأجهزة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية لمستشفى أم جرس العام.ويعد هذا الدعم الإماراتي للمستشفى دفعة أولى ستليها دفعات أخرى خلال الأيام المقبلة لدعم القطاع الطبي في المدينة التي تعاني من نقص في مختلف مجالات الخدمات الطبية.
جهود تتواصل لتخفيف معاناة اللاجئين السودانيين بسبب الأوضاع الراهنة التي يمر بها السودان، فيما يواصل المستشفى الميداني الإماراتي في أم جرس جهوده لتخفيف أوجاع المصابين.
أفغانستان.. مستشفى ومساعدات
ومن دعم ضحايا الحروب والصراعات إلى مواصلة دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية، تكمل دولة الإمارات مسيرتها الإنسانية، لدعم ضحايا الزلزال الذي ضرب أفغانستان مؤخرا.
ضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، افتتحت دولة الإمارات في 14 أكتوبر الجاري، مستشفى ميدانيا في منطقة هيرات.
ويواصل الفريق الطبي -حتى اللحظة- جهوده في تقديم خدماته الجراحية لإنقاذ حياة المصابين في المستشفى الميداني الإماراتي الذي أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية عن افتتاحه بهدف مد يد العون للمتضررين من الزلزال وتوفير الرعاية الصحية الضرورية لهم.
وكانت دولت الإمارات قد سيرت جسرا جويا إنسانيا لتوفير الاحتياجات الأساسية للآلاف من السكان المتضررين من الزلزال ويعانون من النقص الشديد في توفير احتياجات الحياة اليومية خاصة للأطفال والنساء وكبار السن والمرضى.
وبلغ إجمالي عدد طائرات المساعدات التي تم تسييرها حتى الآن، 5 طائرات بحمولة مساعدات إجمالية بلغت 140 طناً، بما يشير إلى الجهود الإنسانية المستمرة لدولة الإمارات في التخفيف من شدة التداعيات التي خلفها الزلزال الذي حدث مؤخراً ونتج عنه الآلاف من الضحايا وتدمير كبير في المنازل.
ليبيا.. عطاء يتواصل
ومن أفغانستان إلى ليبيا، حيث تواصل دولة الإمارات جهودها الإنسانية للشهر الثاني على التوالي، لمساعدة المتضررين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة الليبية في 10 سبتمبر الماضي.
وضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات يوم الجمعة الماضي طائرة تحمل على متنها ثلاثة أطنان من شحنة اللقاحات ضد الحمى الشوكية والإنفلونزا، إلى مطار بنغازي الدولي، تمهيداً لنقلها إلى مدينة درنة الليبية بالتنسيق مع الجهات الصحية الليبية.
وأعلن وفد الهلال الأحمر الإماراتي، أن الشحنة الطبية تضم 90000 جرعة من لقاحات الحمى الشوكية، والإنفلونزا، وتكفي لـ30000 شخص، ويعمل الفريق بالتنسيق مع الجهات الليبية المختصة على توفير المبردات اللازمة لها، حيث يشترط أن يتم شحنها مبردة تحت درجة حرارة 8 C°، من أجل حفظها وتوزيعها على أهالي المدينة.
وحرصت دولة الإمارات منذ وقوع إعصار دانيال في مدينة درنة الليبية على القيام بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الأشقاء الليبيين، وتشارك في الحملة الإغاثية كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية. وسيّرت الإمارات جسرا جويا بلغ عدد طائراته 42 طائرة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وبإجمالي حمولات بلغ 967.6 طن.
وأسهمت جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي المتواجد في ليبيا ضمن مهمته الإنسانية المتواصلة، في العثور على 274 مفقودا في درنة الليبية، بعد عمل دؤوب على سواحل المدينة وتحت الركام وفي المناطق الأكثر تضررا.