‏إظهار الرسائل ذات التسميات حركة حماس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حركة حماس. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 5 نوفمبر 2023

الإسرائيليون فرضوا كماشة على مدينة غزة.. والجيش الإسرائيلي يغرق في كمائن حماس العنكبوتية



الإسرائيليون فرضوا كماشة على مدينة غزة.. والجيش الإسرائيلي يغرق في كمائن حماس العنكبوتية

القوات الإسرائيلية تواجه كمائن الأنفاق تحت الأرض ما أدى لمقتل 29 جندياً إسرائيلي حتى الآن


مع توغل القوات الإسرائيلية نحو كيلومتر واحد داخل قطاع غزة، وتطويقها خلال الأيام الماضية لمدينة غزة من عدة محاور قاطعة شمال القطاع عن جنوبه، أكد مسؤولون إسرائيليون لشبكة "سي.إن.إن" الأميركية أنهم فرضوا كماشة على مدينة غزة في الجزء الشمالي من القطاع المكتظ بالسكان.


وأوضحوا أن الجنود الإسرائيليين يخوضون قتالا مع مقاتلي حماس على بعد مئات الأمتار إلى الشمال والجنوب. ولكن القوات الإسرائيلية تواجه باستمرار كمائن من الأنفاق تحت الأرض، وفق ما نقلت سي إن إن، ما أدى إلى مقتل 29 جندياً حتى الآن.


بدوره، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مؤتمر صحافي عن "معارك ضارية داخل غزة"، مؤكدا أن قوات بلاده "دخلت مناطق مأهولة"، في إشارة إلى المواجهات المباشرة وحرب الشوارع.


"شبكة عنكبوت"

إلا أن العديد من المصادر الأمنية أكدت أن ما ينتظر القوات البرية الإسرائيلية في غزة لن يكون نزهة، لا سيما مع وجود شبكة أنفاق بنتها حماس على مدى سنوات، تمتد مئات الكيلومترات ويصل عمقها إلى 80 مترا، كانت وصفتها الأسيرة الإسرائيلية يوشيفيد ليفشيتز التي أُفرج عنها الشهر الماضي، بأنها "شبكة عنكبوت".


ووصفها خبير أمني بأنها "أكبر بعشرة أمثال من أنفاق فيت كونج"، أو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، وفق ما نقلت رويترز. كما كشفت مصادر مطلعة في الغرب والشرق الأوسط أن لدى حماس أنواعا مختلفة من الأنفاق الممتدة أسفل قطاع غزة الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا وأسفل حدوده، بما في ذلك أنفاق للهجوم والتهريب والتخزين والعمليات.


تحد لم يسبق له مثيل

وذكر مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تعتقد أن القوات الخاصة الإسرائيلية ستواجه تحديا لم يسبق له مثيل، إذ سيتعين عليها خوض قتال مع حماس مع محاولة تجنب قتل الرهائن المحتجزين تحت الأرض.


فعلى الرغم من أن إسرائيل أنفقت كثيرا على وسائل كشف الأنفاق، بما في ذلك حاجز تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار أطلقت عليه اسم "الجدار الحديدي"، ما يزال يُعتقد أن حماس لديها أنفاق تصلها

بالعالم الخارجي.


وكان يحيى السنوار القيادي الرفيع في حماس، الذي توعد غالانت أمس بقتله، قال بعد جولة التصعيد في 2021، "بدأوا يحكوا أن 100 كيلومتر دمروا من أنفاق حماس. أنا أقول لكم إن ما لدينا من أنفاق في قطاع غزة يزيد على 500 كيلومتر. يعني لو صحت روايتهم فهم دمروا بس إيش 20 بالمئة".


لم يتم التثبت حتى الآن من ادعاءات السنوار الذي يعتقد أنه لجأ إلى الأنفاق قبل التوغل البري الإسرائيلي الذي انطلق الأسبوع الماضي. لكن التقديرات بامتداد الأنفاق لمئات الكيلومترات أيدها بشكل واسع العديد من المحللين الأمنيين، على الرغم من أن طول الشريط الساحلي المحاصر لا يتجاوز 40 كيلومترا.


التحرك تحت الأرض

من جهتها، تعتقد حماس أنه مع التفوق العسكري الإسرائيلي سواء بالقدرات الجوية أو بالآليات العسكرية المدرعة، فإن الأنفاق هي وسيلة لتقليص بعض هذه المزايا من خلال إجبار الجنود الإسرائيليين على التحرك تحت الأرض في مساحات ضيقة يعرفها مقاتلو حماس عن ظهر قلب. يشار إلى أن مصادر أمنية إسرائيلية كانت أكدت سابقا أن القصف الجوي الإسرائيلي المكثف ألحق أضرارا طفيفة بالبنية التحتية للأنفاق.


وقال أمير أفيفي القائد السابق بالجيش الإسرائيلي "على الرغم من هجومنا المكثف لأيام وأيام، فإن قيادة حماس ما تزال متماسكة إلى حد كبير وقادرة على توجيه الأوامر والسيطرة، بل وحتى قادرة على محاولة شن هجمات مضادة. وأضاف أفيفي الذي تقلد مناصب كبيرة منها نائب قائد فرقة غزة المكلفة بالتعامل مع مسألة الأنفاق، "توجد مدينة بأكملها أسفل غزة على عمق يتراوح ما بين 40 و50 مترا. ثمة مخابئ ومقرات ومخازن وبالطبع هي متصلة بأكثر من ألف موقع لإطلاق الصواريخ". فيما قدرت مصادر أخرى عمق الأنفاق بما يصل إلى 80 مترا.


في حين أكد مصدر أمني غربي "أنها تمتد لأميال... وهي مصنوعة من الخرسانة وبشكل جيد جدا. كما أنها تبلغ عشرة أمثال أنفاق فيت كونج" وأشار إلى أنه كان لدى حماس "أعوام عدة وكثير من المال لحفرها".


بينما رأى مصدر أمني آخر من إحدى الدول المجاورة لإسرائيل أن أنفاق حماس من مصر ما تزال نشطة. وأوضح أن "سلسلة الإمداد ما زالت تعمل دون تأثر"، وفق زعمه. فيما أفاد مصدران أمنيان وتاجر في مدينة العريش المصرية بأن عددا صغيرا من أنفاق التهريب الضيقة والعميقة كانت لا تزال تعمل حتى وقت قريب بين مصر وغزة، لكنها تباطأت جدا منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.


أفخاخ ملغومة

من جهته، رأى أمنون سوفرين القائد السابق لسلاح الهندسة القتالية أن القوات الإسرائيلية ستواجه داخل غزة "الكثير من الأفخاخ الملغومة". وقال" لديهم أسلحة حرارية لم تكن لديهم في 2021 وهي أكثر فتكا.. أعتقد أنهم حصلوا على الكثير من أنظمة الأسلحة المضادة للدبابات التي سيحاولون أن يضربوا بها ناقلات الجنود المدرعة والدبابات".


كما أضاف سوفرين، الذي كان أيضا رئيسا سابقا لإدارة المعلومات الميدانية في الموساد، أن حماس ستحاول أيضا اختطاف جنود. ويذكر أن حفر الأنفاق بدأ حتى قبل 2005 حينما سحبت إسرائيل الجنود والمستوطنين من غزة وفازت حماس في انتخابات 2006، لكنه أصبح أسهل على الحركة منذ ذلك الحين!


الأحد، 29 أكتوبر 2023

الاجتياح البري لغزة.. معركة "تفوح أسرارها" قبل حدوثها!

  الاجتياح البري لغزة.. معركة "تفوح أسرارها" قبل حدوثها!


الحديث عن الاجتياح البري لغزة دون الشروع في هجوم لا تكف إسرائيل عن التوعد به


بعد 22 يوماً من بدء المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى، لم يخفت صوت الحديث عن الاجتياح البري لقطاع غزة، إلا أن الدبابات الإسرائيلية ما زالت تراوح مكانها على تخوم القطاع المحاصر، دون أن تشرع في هجوم لا تكف عن التوعد به.


ويكاد الجيش الإسرائيلي أن يجعل من استعداداته كتاباً مفتوحاً، إذ نشر مقاطع مصورة لتدريبات مكثفة واستعدادات يجريها "لواء غولاني" الذي خسر 71 من مقاتليه يوم السابع من أكتوبر، حين شنت حماس هجوما مباغتا. فقد ظهر تومر غرينبرغ، قائد الكتيبة 13 في ذات اللواء، ليتحدث عن خطط كتيبته في المعركة البرية التي يؤكد أنها آتية لا محالة، وفق تقرير نشرته وكالة "أنباء العالم العربي".


وقال غرينبرغ في مقطع فيديو "نستعد للدخول البري إلى القطاع، بتدريبات مكثفة فردية وجماعية. هذه المرة نحن من سيكون عنصر المفاجأة. سنصل بتركيز شديد، وبكل الإمكانيات المتقدمة والمستوى العالي للكتيبة، وسنكون المنتصرين".


حديث في العلن

والهدف المعلن من اجتياح غزة بريا هو إسقاط حكم حركة حماس في القطاع، لكن المحللين والمختصين يتساءلون عن النوايا الإسرائيلية الحقيقية وراء التلويح بهذه الورقة التي تخالف أبسط قواعد العلوم العسكرية التي تتطلب السرية في إعداد الخطط لحين تنفيذها.


فما يحدث على أرض الواقع هو عكس ذلك تماما. فإسرائيل لا تكف عن الحديث عن حشد مئات الآلاف من جنود الاحتياط، وآلاف الدبابات بمساندة سلاحي الطيران والبحرية استعدادا للانقضاض على القطاع.


تساؤلات وتفسيرات

وتكاد التساؤلات لا تتوقف حول المتحكم الفعلي في مجريات الأمور بالميدان.. فهل تمكنت حركة حماس من إرجاء الهجوم البري من خلال ورقة الأسرى الأجانب وهو ما دفع بعض الدول للضغط على إسرائيل لإبقاء خطط الاجتياح البري في الأدراج حتى إشعار آخر؟ أم أن إسرائيل نفسها تمارس ضغوطا نفسية في ورقة الاجتياح البري وتريد مراقبة تصرفات حماس على الأرض؟


كذلك طرح تفسير ثالث يقول إن الولايات المتحدة التي اطّلعت على خطط الجيش الإسرائيلي ترى عدم جهوزيته لمثل هذه المعركة. فيما يذهب تيار رابع للقول بأن مستوى الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والجيش هو ما أعاد الخطط إلى أدراجها ولو مؤقتا.


دخول محدود لا اجتياح

بدوره رجح الدكتور عثمان عثمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن أيا كانت التفسيرات المطروحة حول العملية البرية وتوقيتها، فإن الدخول البري سيحدث في نهاية المطاف، لكن ليس على النحو الذي تروج له إسرائيل، بل سيكون دخولا محدودا لا اجتياحا كاملا.


وقال عثمان إن "الجيش الإسرائيلي سيدخل قطاع غزة بعملية برية، لكن الفصائل الفلسطينية جهّزت نفسها جيدا لهذا السيناريو، وحجم الدخول البري سيعتمد على قوة المواجهة والتصدي لهذا العدوان الإسرائيلي". كما أضاف "نتنياهو لن يتحمل خسارة بالغة بين صفوف قواته في الحرب البرية".


إلى ذلك أشار إلى حالة قلق إسرائيلية من فتح جبهة أخرى على الشمال مع تهديد حزب الله بدخول المعركة بشكل أوسع إذا ما شرعت إسرائيل في حرب برية على قطاع غزة. كذلك لفت إلى إمكانية أن تنفتح جبهة ثالثة عبر الجولان السوري، موضحاً أن إيران كذلك لن تترك حزب الله وحيدا حال دخوله المعركة.


وتابع قائلاً "إسرائيل معنية الآن بخلق جسم معاد للمقاومة، وهي تماطل في استخدام ورقة المعركة البرية، لكنها لم تجد أي جسم سواء فلسطينيا أو مصريا ولا حتى في السلطة التي لا يمكن أن تسمح أو تقبل على نفسها هذا الشيء".


"الحلول السياسية تقررها نتائج الحرب"

أما الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله فيرى أن قرار الحرب البرية هو الذي يقود في نهاية المطاف إلى الحلول السياسية، ومن ثم فإن الشروع فيه ليس سهلا كون كل النتائج اللاحقة تترتب عليه.


وأضاف لوكالة أنباء العالم العربي "الحلول السياسية تقررها نتائج الحرب.. من هو المنتصر ومن هو المهزوم".ويفسر ذلك بقوله "لو دخلَت إسرائيل بريا في قطاع غزة وانكسرت شوكتها، ستكون قد منيت بسابع من أكتوبر جديد، وهذا يعني أنه لا يمكن أن تفرض شروطها".


يذكر أن الجيش الإسرائيلي نفّذ الليلة الماضية عملية توغل في قطاع غزة شارك فيها رتل من الدبابات وقوة من المشاة، وفق متحدث عسكري، ضد أهداف "عديدة" قبل الانسحاب، في وقت تواصل تل أبيب استعداداتها لشن هجوم بري رغم التحذيرات الدولية.

جميع الحقوق محفوظة © حقوق
تصميم : يعقوب رضا